recent
الاخبار العاجلة

اربع عوامل قادت العراق للتويج بكأس الخليج

حيدر الربيعي
الصفحة الرئيسية

 



توج المنتخب الوطني العراقي لكرة القدم بكأس الخليج العربي في نسخته الـ25، بعد فوزه، أمس الخميس، على نظيره العماني بنتيجة (3-2)، بعد خوض الأشواط الإضافية، في المباراة النهائية التي جمعت المنتخبين بملعب البصرة الدولي.


وكسر المنتخب العراقي العقدة، بعد غياب دام 35 سنة كاملة عن منصة التتويج بكأس الخليج العربي، مستغلا استضافة هذه البطولة على أرضه وأمام جماهيره بمدينة البصرة، لنيل لقبه الرابع تاريخيا، حيث سبق وأن حقق اللقب ثلاث مرات أعوام، 1979 و1984 و1988، ولينفرد العراق بالمركز الثاني في "نادي الأبطال"، خلف الكويت المتوجة باللقب 10 مرات، بينما فض الشراكة مع قطر والسعودية المتوجين بـ3 ألقاب.

عاش العراقيون حلما جميلا منذ أن تأكدت استضافة البصرة لمنافسات البطولة، وكان هدف الفوز باللقب هو الهاجس الأكبر، بينما كانت الرغبة واضحة لإظهار قدرة العراق على استضافة الأحداث الدولية، بعد سنوات طويلة من حرمان الجماهير والمنتخبات العراقية والأندية من حقها باللعب في ملاعبها وأمام جماهيرها.
 
وبعد التتويج عادت الأفراح لتسود في أوساط البلاد، والجماهير التي ملأت جنبات استاد "جذع النخلة" والملايين التي تحلّقت خلف الشاشات ولكن هذا لم يكن ليتحقق لولا عدة عوامل أبرزها:

القوة هجومية والتألق الفردي
كان طبيعيا أن ينهي العراق منافسات البطولة وهو صاحب الهجوم الأقوى، بعد أن سجَّل هجومه 12 هدفا، وكان أبرز المهاجمين رأس الحربة العملاق أيمن حسين متصدر ترتيب الهدّافين بـ3 أهداف، وزميله صاحب المهارات الكبيرة إبراهيم بايش الذي سجل العدد نفسه من الأهداف، ونال جائزة "أفضل لاعب في البطولة".

أثبت حسين علو كعبه هذا الموسم؛ حيث بدأه بشكل مميز مع فريقه المرخية، مسجلا أربعة أهداف في الجولات السبع الأولى قبل التوقف من أجل مونديال 2022، وعُقِدت آمال كبيرة على صاحب الطول الفارع (188 سم) قبيل مباراة الافتتاح، وكان حسين (26 عاما) عند حسن الظن في النهاية، حيث أسهم بأهدافه الـ3 وأدائه المتميز في صعود العراق لمنصة التتويج، معيدا للذاكرة ما كان يفعله القائد السابق يونس محمود في نهائيات آسيا 2007.

*انسجام اللاعبين
صحيح أن حسين وبايش نالا نصيب الأسد من الأضواء بحكم نيلهما جوائز البطولة، لكن يحسب للمنتخب العراقي أنه لم يعتمد كليا على نجميه الأولين؛ إذ أتت الأهداف الـ12 عن طريق سبعة لاعبين ومن جميع المراكز، وهو ما يعكس حالة مميزة من الانسجام التي عكسها اللاعبون داخل أرضية الملعب بالتوافق مع التكتيك الذي أتى به المدرب الإسباني خيسوس كاساس.

*تكتيك المدرب
المدرب الإسباني الذي تولى المهمة بشكل متأخر، نجح في صهر قوة اللاعبين وجعلها في "بوتقة" واحدة، كانت أشبه بكتلة حديدية تلعب وفق أسلوب خططي واضح، ومرونة كاملة فوق أرضية المستطيل الأخضر، حيث ظهر العراقيون بدور الطرف الأفضل في كل المباريات، ونجحوا في التعامل مع مختلف المواقف التي واجهتهم في المباريات الخمس.

دعم الجمهور العراقي
غالبا ما يشكل الجمهور المحلي حالة ضغط على الفريق المستضيف، وخاصة في حالة العراق الاستثنائية والرغبة الجامحة في رؤية اللقب يعود إلى بيته بعد طول غياب، إلا أن الدعم الذي قدمه الجمهور طيلة منافسات البطولة كان معاكسا لتلك الضغوطات، وقدم العراقيون دعما لا محدودا للاعبيه في كل المباريات.

أغلب العراقيين تابعوا مباريات العراق، لم يكن هنالك موطئ قدم في "جذع النخلة"، ومع كل هدف وانتصار تشتعل الأجواء بالهتافات التقليدية، و"جيب الكاس جيبه" لتدعم اللاعبين وتحفزهم يوما بعد يوم على التركيز نحو هدف الظفر باللقب مهما كان الثمن.

كانت تصريحات اللاعبين بعد كل المباريات تتوجه نحو ضرورة إسعاد الأمة العراقية ورسم الابتسامة على محيا الشعب الذي اشتاق للفرح، وهو ما يعكس الحيوية والنشاط على أداء اللاعبين رغم ضغط المباريات وانخفاض المردود البدني، وسط ارتفاع النسق الفني والنفسي.

google-playkhamsatmostaqltradent