recent
الاخبار العاجلة

تداعيات الهزّات الأرضية.. العراق أمام حقبة جديدة من البناء

حيدر الربيعي
الصفحة الرئيسية

 





كانت المواطنة أم عذراء من كربلاء تستعد لبناء قطعة أرضها ذات الـ150 متراً في المحافظة، غير أن الهزّات الأرضية المتكررة أجبرتها على تغيير خريطة البناء ومواده التي عدتها مسبقاً، تقول لوكالة شفق نيوز "كان في بالي خريطة وجمعت الأموال وفق مواد البناء التقليدية، لكن غيّرت مواد البناء جميعها بما يوفّر الحماية والسلامة لعائلتي من الزلازل". 

وأثار تكرار الهزّات الأرضية في العراق المخاوف لدى المواطنين من احتمالية انهيار بناياتهم، فيما تستعد وزارة الاعمار والاسكان العراقية، لعمل محددات تصميمية انشائية لجميع المباني، تلتزم بها الدوائر والمكاتب الهندسية الحكومية والأهلية، لتكون المباني آمنة في حال وقوع الزلازل، في ظل توقعات بدخول العراق المنطقة الزلزالية عام 2050.
وتستمر الهزّات الأرضية في ضرب مناطق مختلفة من العراق، آخرها ما سُجل اليوم في أربيل بقوة 3.9، وفي سهل نينوى بشدة 4.3، في وقت تعيش المنطقة نشاطاً زلزالياً منذ الزلزال المزدوج المدمر الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا في السادس من الشهر الجاري، والذي تلاه آلاف الهزات الإرتدادية.
محددات تصميمية
يقول مدير المركز الوطني للاستشارات الهندسية، أحد تشكيلات وزارة الإسكان والبلديات، حسن مدب، إن "العمل جارٍ لوضع مُحددات تصميمية انشائية لجميع المباني، سواء ذات الطوابق المتعددة أو المنازل، لتكون آمنة في حال حدوث الزلازل، لأنه من المتوقع أن يدخل العراق عام 2050 ضمن المنطقة الزلزالية بالعالم، وتضرب الزلازل في بغداد تحديداً".
وأشار مدب خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، إلى أن "هذه المحددات سوف تكون ثقافة تنتشر في العراق وتوزّع على جميع الدوائر الهندسية، ونأمل بإصدار أمر وزاري أو من الأمانة العامة لتطبيق هذه المحددات الانشائية بالتصاميم لتكون المباني آمنة أثناء الزلازل، وقريباً سوف يعقد مؤتمراً بهذا الخصوص". 
وعن المباني الآمنة، أوضح، أنه "إذا كانت المباني مستخدم فيها هياكل كونكريتية عامودية متصلة مع السقوف فهذه آمنة، أمّا إذا لم يستخدموها فهذه يمكن أن تتضرر حسب قوّة الزلزال وقوّة البناء، لكن في البناء الاعتيادي التقليدي تكون الجدران مبنية من الطابوق والسقف يكون كونكريت مسلّح، فهذه تتأثر بالزلازل". 
ويعزو مختصون أسباب إنهيار المباني إلى ثلاثة أسباب رئيسية، وبينما حددوا أهم أنواع الأبنية المقاومة للزلازل، أكدوا على أهمية جودة مواد البناء والإشراف الهندسي عند إنشاء المباني.
الأبنية المقاومة
يوضّح المهندس المدني، فارس كريم، أن "المنشآت المصممة والمنفذة بالشكل الصحيح قادرة على مقاومة الزلازل دون أن تنهار، ومن أهم أنواع هذه الأبنية هي الهيكلية التي تتكون من أعمدة خرسانية، والمباني ذات الارتفاعات القليلة والمتوسطة، فهي تكون أكثر مُقاومة من المباني ذات الارتفاعات العالية".
ولفت كريم خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، إلى أن "الأسباب الرئيسية لانهيار الأبنية يعود إلى نقص الحديد الخرساني، وضعف الأسمنت المقاوم، وكذلك التصاميم الهندسية، فهذه لها دور أساسي في ثبات أو انهيار الأبنية".  
"مثلث" الهزّات الأرضية 
حدد مدير إعلام هيئة الأنواء الجوية العراقية، عامر الجابري، في تصريح سابق لوكالة شفق نيوز، "مثلث" مناطق الهزّات الأرضية في العراق، مبيناً أن العراق ليس فيه المؤثرات الطبيعية التي تتسبب بحركة الصخور وقشرة الأرض من بحار عظمى ومناطق جبلية شاسعة.
وأشار الجابري، إلى أن هيئة الأنواء الجوية والرصد الزلزالي مشخّصة المناطق التي تعتبرها مثلث تقريباً (جمجمال وكلار في السليمانية، وخانقين ومندلي في ديالى، وقضاء بدرة في واسط)، لافتاً إلى أن معظم الهزّات الأرضية التي تحصل داخل العراق وقد يشعر بها المواطنون أحياناً، لا تخلّف خسائر بشرية أو مادية.
مواد البناء
يشرح المقاول والخبير في مجال البناء، هشام الدخيل، المواد المستخدمة في البناء بالقول إن "العراق لا يزال يستخدم مواد البناء التقليدية رغم وجود طرق حديثة لكنها في اليابان والدول المتقدمة فقط، حيث يبقى ضمير المقاول وصاحب البناء في توفير المواد ذات المواصفات العالمية الجيدة، فضلاً عن ضرورة الإشراف الهندسي عليه".  
ويوضّح الدخيل في حديث لوكالة شفق نيوز، أن "طبيعة البناء تختلف بين منطقة وأخرى، فمثلاً في الغربية يستخدمون إذا لم يكن الطابوق فهو الحجر المتوفر فيها، وفي الشمال يستخدمون البلوك المضغوط، أما في مناطق الوسط فعلى الرغم من وجود البلوك إلا أنهم لا يزالون يستخدمون الطابوق وهو بناء المناطق الجنوبية".
ويؤكد، أن "الأسلم من كل النواحي هو الطابوق، أمّا الثرمستون فهو مادة خفيفة ويُفضل استخدامها في المناطق المعرّضة للزلازل، فهو لن يؤذي حتى وأن وقع على الشخص مقارنة بالبلوك الصلب المستخدم في المناطق الشمالية، وبالوقت نفسه يكون مادة عازلة في الصيف والشتاء، وأسعاره قريبة من البلوك".
وينبه المقاول إلى ضرورة "الابتعاد عن المواد الرديئة، إذ لها مردود عكسي على جودة البناء، حيث سرعان ما ينهار في حال حصول أي شيء"، مشيراً إلى أن "المصانع المحلية منتجاتها جيدة وعليها رقابة، على خلاف المستورد لذلك تثير المواد المستوردة مخاوفنا".



google-playkhamsatmostaqltradent