أثار انهيار سقف منزل في محافظة الديوانية وتسبب بمصرع عائلة كاملة، تساؤلات عن أسباب تكرار وقوع مثل هذه الحوادث المؤلمة، والدور الحكومي في تطبيق السلامة العامة، وإنذار أصحاب البيوت الآيلة للسقوط من مخاطر انهيارها، خاصة ساكني العشوائيات التي تعد جميعها آيلة للسقوط بحسب مختصين، والتي كان حادث اليوم من بينها.
وأعلنت مديرية الدفاع المدني، في وقت سابق من اليوم السبت، انتشال خمس جثث من عائلة واحدة من تحت أنقاض سقف منزل منهار في حي الوحدة ضمن محافظة الديوانية، موضحة في بيان ورد لوكالة شفق نيوز، أن "المنزل المنهار كان مشيدا من الطابوق والجص، إضافة إلى أن حديد الشيلمان متهالك وقديم".
ويأتي حادث اليوم ضمن حوادث عدة مشابهة وقعت خلال الأعوام السابقة في محافظة الديوانية، أبرزها إصابة 16 تلميذاً بجروح جراء انهيار سقف مخزن في مدرسة الاخاء الابتدائية، وإصابة عاملين إثر انهيار سقف محل مخصص لبيع منتجات الألبان في منطقة حي الجديدة، ومصرع 4 أشخاص من عائلة واحدة جرّاء انهيار منزلهم في قضاء الحمزة.
أسباب الانهيارات
تعزو مديرية دفاع مدني محافظة الديوانية أسباب حوادث الانهيار وآخرها حادث اليوم إلى "افتقار تلك الأبنية إلى التصاميم الهندسية الحقيقية والمواد الصحيحة في بنائها، وهذا ما يكون في العشوائيات (التجاوز)، المحددة جميعها على أنها بنايات آيلة للسقوط".
ويضيف مدير دفاع مدني الديوانية، العميد حيدر حمادي، لوكالة شفق نيوز، أن "المديرية لديها لجاناً مشتركة مع البلدية لإجراء كشوفات على الأبنية الآيلة للسقوط، والتي يؤشّر على أنها آيلة للسقوط تصدر توصيات بأن هذه البناية المحددة معرضة للانهيار، أما إزالتها فهي ليست من صلاحية المديرية".
وينبه حمادي، إلى أن "أغلبية البيوت في العشوائيات بضمنها الأهوار مبنّية من الطين، وعند سقوط أمطار غزيرة تنهار على ساكنيها كما حصل سابقاً في الدغارة من انهيار دارين في حادثين منفصلين وأدى كلاهما إلى تسجيل حالتي وفاة، وفي حال حصول هزّة أرضية لا تتجاوز قوتها 5 درجات فهذه كفيلة بتسوية كل تلك البنايات بالأرض".
ويتفق مع هذا الطرح مسؤول تنظيم المدن في بلدية الديوانية، المهندس حيدر حمزة، حيث يقول إن "العشوائيات لا يمكن اعطاء موقف فيها، وذلك لأن أغلبها ليس فيه سند عقاري، ولا تُعرف لمن، وأن اللجنة المشتركة التي برئاسة الدفاع المدني المكلّفة باستطلاع الأبنية الآيلة للسقوط توجه إنذارات وتُقيم دعاوى عليهم".
ويشير حمزة خلال حديث له، إلى أن "أغلب الاجراءات تكون على الأبنية التجارية، وفيها موقف مثبّت، وتصدر إنذارات وأوامر بإخلاء الأبنية الآيلة للسقوط، أما حادثة اليوم فهذه البيوت لم يأت ابلاغ عليها ولا نعرف موقفها، وغالبية تلك الأبنية المتهالكة تكون مؤجّرة ويرفض ساكنيها دخول اللجنة والكشف عليها".
من المسؤول؟
ترى المواطنة أم حسين من محافظة الديوانية، أن "اللوم يقع على الحكومة والمواطن، لكن الأخير بشكل أكبر، فهو الذي يعرّض حياته وحياة عائلته للخطر، بالسكن في العشوائيات واستخدام مواد بناء مستعملة أو ردئية لا تقاوم الأمطار والعواصف وغيرها"، ودعت خلال حديثه إلى "ضرورة الالتزام بتوصيات الدفاع المدني للمحافظة على السلامة العامة".
للوصول للاخبار العاجلة الفورية عبر التلكرام من هنا 👇
تطبيق وظائف العراق الجديد 👇