طريقة مشيتك تحدد طبيعة مرضك
رغم اختلاف مشية كل شخص، إلا أنّ مشيتنا قد تتأثر بالمرض، أو الإصابة، أو الوراثة، أو مشاكل أخرى، ما قد يجعل القدمين غير طبيعية.
وقد تشي سرعة المشي كذلك بصحتنا، وهي إحدى علاماتنا الحيوية، إلى جانب درجة حرارة الجسم، ومعدل النبض، ومعدل التنفس، وضغط الدم، وتشبع الأكسجين.
لهذا السبب؛ قد يكون تحليل مشيتك من قبل أخصائي صحي مهمًّا ومفيدًا لك في آن، بحسب الخبراء.
إذ إن تقييم المشي يتنبأ بالتأخّر الحركي الإجمالي لدى الأطفال، ومخاطر السقوط لدى كبار السن، وعندما تقترن بتراجع الإدراك، تؤشر إلى خطر الإصابة بالخرف، بينما قد تدلّ المشية البطيئة على الوفاة المبكرة، أو أمراض القلب والأوعية الدموية، أو السرطان، وذلك بحسب تحليل نشرته مجلة جمعية المدراء الطبيين الأمريكيين في يوليو/تموز 2018.
وقد تشير تحليلات المشي، عندما يتعلق الأمر بالرياضة واللياقة البدنية، إلى احتمالية تعرضك للإصابة، والمشاكل الميكانيكية التي يجب معالجتها، والوقت الذي ستكون فيه جاهزًا لاستئناف النشاط بعد الإصابة أو الجراحة.
وقال الدكتور بريان هايدرشيت، بروفسور جراحة العظام في جامعة "ويسكونسن ماديسون"، ومدير أداء "بادجر" الرياضي في ماديسون: "بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من إصابات معينة، يساعدنا تحليل المشية ربما على تصحيح التقنيات التي قد تتسبّب بتكرارها".
وأوضح أنّ هذه الإصابات غالبا ما ترتبط بكسور الإجهاد في العظام، وآلام الركبة، وألم الورك، واعتلال وتر العرقوب. والأخيرة تصنّف حالة مؤلمة في وتر العرقوب، وغالبًا ما تنتج عن الإفراط بالاستخدام.
ويرى خبراء أنّ التحليل الاحترافي يمكن أن يشير أيضًا إلى أوجه القصور في حركتك، التي لدى معالجتها، قد تحسّن من سرعة الجري، ولعب كرة البيسبول، وحتى حركة تأرجح مضرب الغولف.
وأشار هايدرشيت إلى أنّ "مشيتك لا يمكن تصحيحها على الفور. فالأمر ليس بهذه البساطة على غرار مقولة "امشِ بشكل مختلف". ربما تمشي بطريقة معينة لأن عضلة الساق الواحدة يبلغ حجمها نصف حجم الأخرى، والطريقة الوحيدة لتصحيح ذلك يتمثل بالتركيز على ممارسة تمارين معينة".
وقال هايدرشيت إن بعض التحليلات تكون بسيطة مثل وجود متخصص مدرّب، وغالبًا ما يكون معالجًا فيزيائيًّا.
وفي الآونة الأخيرة، أصبح الذكاء الاصطناعي يراقب أيضًا مشية الأشخاص. وأحد الأمثلة على ذلك هو "OneStep"، وهي منصة صحية رقمية يمكن لمتخصصي الرعاية الصحية استخدامها مع مرضاهم. يقوم المرضى بتنزيل تطبيق "OneStep" على هواتفهم، ثم يضعون هواتفهم في جيوبهم. يتتبع التطبيق حركتهم بشكل مستمر، وهو ما يمكن لمقدمي الرعاية الصحية مراجعته بسهولة.
وقالت ستيفاني واكمان، أخصائية العلاج الطبيعي ومدير العمليات السريري في المنصة الرقمية "نحن ننظر إلى سرعة المشي، والإيقاع وعدد الخطوات في الدقيقة، والتباين في سرعة المشي والإيقاع، وطول الخطوة، والوقت الذي تطأ القدمان فيه الأرض، والوقفة، وسواها".
ولفتت واكمان إلى أنّه بالإضافة إلى السّماح لمتخصّصي الرعاية الصحية بتتبّع كيفية تعافي الشخص، أو تقدم العلاج الطبيعي، يمكن للجهاز المدرج ضمن قائمة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية تنبيههم إلى مشاكل أخرى قد تكون خطيرة.
سواء كنت رياضيًّا متمرسًا أو تمارس رياضة المشي للترفيه، قال كل من هايدرشيت وواكمان، إنه سيكون أمرًا رائعًا إذا تم تحليل مشية الجميع بانتظام، وإذا اهتم جميع المتخصصين في الرعاية الصحية بمشية مرضاهم.
وقال هايدرشيت "أود أيضًا أن يكون تحليل المشية جزءًا من برنامج التعافي لأي شخص خضع لجراحة في الركبة، أو الكاحل، أو الورك. سنرى أنها أصبحت أكثر انتشارًا؛ لأن التكنولوجيا تتقدم بسرعة".
وخلصت واكمان إلى أنّ "الحركة تُعد نوعًا من ينبوع الشباب. إذا أردنا الحفاظ على حياة صحية وجيدة، علينا أن نكون مهتمين للغاية بقدرتنا على الحركة".