ألقى رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، اليوم الأحد، (8 أيلول 2024)، كلمة الى الشعب العراقي تناول فيها ملفات سياسية ومنجزات حكومية وأخرى خدمية.
وقال السوداني في كلمته المتلفزة مخاطبا الشعب العراقي: الخطاب المباشر وهو منهجنا الدائم في بناء الثقة معكم" مبينا ان "الحكومة تشكلت في ظروف ما زالت شاخصة في ذاكرة الأمس القريب وما سبقها من تقاطعات سياسية وغياب للرؤية المتكاملة في إدارة الدولة".
وأضاف "حكومتنا انطلقت في قراءة دقيقة وواقعية لأهم المطالب والضروريات التي تحكم العلاقة بين المواطن وحكومته، وصغنا مفهوم حكومة الخدمات وأولوياتها في معالجة البطالة والفقر والخدمات وتلبية حتميات الإصلاح الاقتصادي إضافة الى الملف الأهم وهو مكافحة الفساد مستندة الى دعم سياسي من ائتلاف إدارة الدولة وعموم القوى الوطنية السياسية".
وتابع رئيس الوزراء: "عالجنا أوضاع المشمولين بشبكة الحماية الاجتماعية بشمول 961 ألف أسرة جديدة وأكثر من 7 ملايين ونصف مليون سلة غذائية شهريا ضمن مفردات البطاقة التمويني، وأكثر من مليوني طالب شملوا بالمنحة الطلابية وأكثر من 372 ألف راتب للمعين المتفرغ".
ولفت الى "الانطلاق في حملة لتوفير المباني المدرسية في مختلف المستويات والمسارات لننجز أكثر من 500 مبنى جديد الى جانب ترميم وصيانة آلاف المباني الأخرى، وأنهينا مشكلة المتعاقدين والشهادات العليا والخريجين الأوائل والأجور اليومية بمعالجة اشتملت على ما يقرب من مليون درجة وظيفية".
وأوضح "دعمنا القطاع الخاص بتخصيص مشاريع (صندوق العراق للتنمية) وهي خطوة ستنتج الآلاف من فرص العمل لأبنائنا، وقد بدأت تثمر فعليا" مشيرا الى، ان "مؤشرات إنتاج الطاقة محلياً وصلت إلى 27 ألف ميغاواط لأول مرة، وقطاع النفط شهد تطورا ملحوظا وشرعنا في استغلال الغاز المصاحب ووصلنا إلى استغلال 67 بالمئة منه، وحققنا الاكتفاء الذاتي من وقود زيت الغاز ودخلنا في مرحلة التصدير".
وكشف السوداني، عن "ارتفاع إنتاج البنزين إلى 28 مليون لتر يوميا وتراجع الاستيراد الى أدنى مستوياته وسيتوقف مطلع العام 2025، وفي ملف الخدمات والبنى التحتية انطلقت المشاريع الستراتيجية الكبرى سواء في طريق العراق للتنمية أو ميناء الفاو الكبير".
وقال: "الحكومة باشرت بمعالجة واسعة لملف السكن والحاجة الملحة إلى مدن جديدة وحققنا الاكتفاء الذاتي في محصول الحنطة، وشرعنا الأبواب أمام الصناعة الوطنية والانطلاق في اعتماد المدن الصناعية الكبرى".
وبين ان "مشاريع معالجات الاختناقات المرورية التي وصلت في مدة قياسية الى نسب إنجاز نهائية وافتتح البعض منها فعليا" مضيفا ان "المشاريع المتلكئة انخفض من 2611 مشروعا وعقدا متوقفا ليستأنف العمل في 471 مشروعاً للوزارات و354 مشروعاً وعقداً في المحافظات".
واستطرد بالقول: "تم الإكمال التام لـ400 مشروع وعقد بعد أن توقف البعض منها لأكثر من عشر سنوات" منوها الى، ان "الحكومة نجحت في إقامة انتخابات مجالس المحافظات، وأنهينا إلى الأبد الارتباك الناتج عن تعدد الوثائق الشخصية للمواطنين وجرى إصدار أكثر من 40 مليون بطاقة شخصية موحدة وأطلقنا العمل بمنظومات الجواز الإلكتروني واختزال كل المراجعات التي أرهقت المواطنين".
وأعلن القائد العام للقوات المسلحة، عن "الخطو خطوة مهمة بحسم ملف بقاء التحالف الدولي لمحاربة داعش وإنهاء عمل بعثة اليونامي" مضيفا "كما ان الحكومة بذلت جهدا مهما في ملف العلاقات الدولية رغم اضطرابات المنطقة والعدوان على غزة ونجحت في تجنيب العراق تداعيات التصعيد".
وقال: " من هذه المنطلقات وبعد كل ما تحقق من نجاح يحسب للسلطتين التنفيذية والتشريعية على حد سواء وللقوى الوطنية المتعددة المساهمة في الحكومة، وعملنا دون تردد على دعم المهام الدستورية للسلطة القضائية من أجل اكتمال حلقات الاستقرار والتقدم".
وشدد رئيس الوزراء على، ان "الحكومة حين وضعت على رأس أهدافها مكافحة الفساد المالي والإداري ولقد واجهنا وما زلنا عمليات التشويش والتعمية ونشر المغالطات ومحاولات خلط الحقائق بالأكاذيب واتهام الحكومة بالتغاضي عن بعض جوانب الفساد".
كما شدد السوداني على، أن "الحكومة تتقدم كل السلطات الدستورية في التصدي ومحاسبة أي انتهاز للموقع الوظيفي يسعى الى الابتزاز، أو مخالفة القانون على أي مستوى كان، ولن يكون أي أحد بعيدا عن يد القانون" مبينا ان "الحكومة هي حكومة الجميع وان نجاحها وتمكنها من تلبية تطلعات العراقيين وتحقيق التنمية والازدهار سيعود بالنفع على الجميع أيضا".
ودعا "القوى السياسية الوطنية والسلطات الدستورية، الى التحلي بالمسؤولية الشاملة إزاء هذه الاستحقاقات الكبرى والوقوف صفا واحدا خلف الحكومة لاكمال برنامجها الخدمي وعدم السماح لمحاولات الإعاقة التي تستهدف منجز الجميع خصوصا في ظل تحديات وتطورات متسارعة تشهدها المنطقة سيما على المستوى الأمني والاقتصادي" موضحاً، ان "من يحمل قلقا إزاء نجاح الحكومة، فإننا نؤكد التزامنا بتلبية مطالب شعبنا كأهمية قصوى وإن النجاح الحقيقي والفيصل عندنا هو رضا العراقيين وتحقيق تطلعاتهم".
وعد "نجاحنا في مشروع بناء العراق ونهضته المعاصرة هو مشروع لجميع العراقيين بكل أطيافهم وبجميع توجهاتهم الوطنية المؤمنة بالعراق الواحد المقتدر".
وأكد السوداني "أهمية حسم استحقاق رئاسة مجلس النواب إذ نقف على مسافة واحدة من كل القوى السياسية" مضيفا "الحكومة تنتظر هذه الخطوة المهمة من أجل التقدم الى مجلس النواب لإقرار التعديل الوزاري المبني على تقييم أداء الوزراء".
وأشاد رئيس الوزراء "بأداء وزارات الدولة خلال المرحلة الماضية وما سجلته من منجز يحمل الفارق ويمثل روح البرنامج الحكومي ومستهدفاته" مجدداً "العهد الى أبناء شعبنا على مواصلة الجهد والجهاد، والاستمرار على ذات النهج وبزخم أعلى وهمة لا تضعف نحو بناء العراق القوي الموحد المستقل المزدهر الذي يعيش فيه أهله بعز وكرامة".